اخبار بلجيكا الآن

الملك البلجيكي فيليب في رسالته بمناسبة عيد الميلاد: لا تنسوا الفئات الأكثر ضعفًا

موقع أخبار بلجيكا الآن _ شدَّد الملك البلجيكي فيليب في رسالته السنوية بمناسبة عيد الميلاد على ضرورة ألاّ تغفل الحكومة البلجيكية الفيدرالية عن وضع الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع البلجيكي عند وضع سياساتها وخططها المستقبلية. وجاءت كلمته هذا العام في سياق وطني ودولي مُعقّد، يتسم بتحديات سياسية واقتصادية وأمنية متزايدة.

وفي خطابه الذي ألقاه كعادته السنوية في تاريخ 24 من ديسمبر، أقرّ الملك بوضوح بحالة القلق التي تسود المجتمع البلجيكي، قائلاً: “نحن قلقون بشأن مستقبلنا”. وهو إعتراف صريح يعكس، بحسب قوله، مشاعر الكثير من المواطنين، إضافة إلى مخاوفه الشخصية تجاه المرحلة الراهنة.

حيث أكد الملك فيليب أن هذه المرحلة تتطلّب من الجميع تكريس الجهود للمصالح العامة للشعب، حتى لو كان ذلك على حساب بعض المصالح الفردية. وأعرب عن أسفه لأن مفهوم المصلحة العامة بات “مُهمّشاً، بل ومُنكراً أحيانًا” في الخطاب السياسي والإجتماعي.

وقال: يجب أن يبقى السعي لتحقيق مصلحتنا المشتركة هو الدافع الأساسي وراء جميع أفعالنا، حتى وإن تطلّب ذلك خيارات صعبة. فالإهتمام بالمصلحة العامة يعزز وحدتنا.”

وقسًّم الملك فيليب رسالته حول “المنافع المشتركة” التي يتوجّب الدفاع عنها إلى ثلاثة مستويات رئيسية: عالمي، وأوروبي، ووطني.

أولاً: على المستوى العالمي – حماية الكوكب

إعتبر الملك أن حماية كوكب الأرض تشكل أولوية عالمية لا تقبل التراجع. ورغم أن مؤتمر المناخ الأخير لم يلبِّ جميع التطلُّعات، شدّد على أن المجتمع الدولي لا يزال ملتزماً بقضايا المناخ.

وأشار إلى أن الجهود المبذولة خلال السنوات العشر الماضية بدأت تؤتي ثمارها، مستشهداً بالإعتراف بالغابات الإستوائية المطيرة باعتبارها منفعة عالمية مشتركة يجب الحفاظ عليها.

ثانياً: على المستوى الأوروبي – السلام

وصف الملك السلام بأنه أثمن ما تمتلكه أوروبا، محذراً من أنه بات اليوم تحت ضغط متزايد. وقال إن السلام مهدد “بجشع وحشي للسلطة”، في إشارة واضحة إلى الحرب في أوكرانيا.

وأكد أن بلجيكا ستواصل دعم الشعب الأوكراني “بقوة وحزم”، موضحاً أن موقف البلاد من قضية الأصول والأموال الروسية المُجمّدة لا يغير من هذا الإلتزام. كما دعا إلى تعزيز التضامن داخل الإتحاد الأوروبي، محذراً من محاولات بث الانقسام بين الدول الأوروبية الأعضاء. وأضاف: “معاً، ديمقراطياتنا أقوى مما نعتقد أحياناً”

ثالثاً: على المستوى الوطني – التضامن

على الصعيد الداخلي، تطرّق الملك إلى مفاوضات الميزانية الصعبة التي شهدها الخريف الماضي، وما رافقها من إجراءات تقشُّف. ورحّب بانتهاء هذه المفاوضات، معترفاً بأن الإجراءات المُتّخذة تهدف إلى تعزيز متانة المالية العامة.

غير أنه شدّد في الوقت نفسه على ضرورة الحذر في تطبيق هذه السياسات، مؤكداً: “علينا أن نكون يقظين وألا نغفل عن الهدف الأساسي، وهو أن يعود التضامن بالنفع على أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليه.”

رسالة حازمة إلى العاصمة البلجيكية بروكسل

لم يخفِ الملك فيليب قلقه إزاء الوضع في بروكسل، حيث رأى أن غياب التضامن بات واضحاً. وأشاد بدور لجان الأحياء، والعاملين في القطاع الصحي، وضباط الشرطة، الذين “يقومون بعملهم بتفانٍ، وأحياناً ببسالة”، رغم شعورهم بالإحباط والتخلِّي.

ووجّه الملك توبيخاً صريحاً للسياسيين في مدينة بروكسل بسبب الطول غير المعقول لعملية تشكيل حكومة إقليمية، داعياً إياهم إلى تحمُّل مسؤولياتهم والتوصُّل إلى إتفاق نهائي لتشكيل حكومة بروكسل في أقرب وقت ممكن.

حيث حملت رسالة عيد الميلاد هذا العام نبرة صريحة وحازمة، أكّد فيها الملك البلجيكي فيليب أن التضامن، وحماية الفئات الضعيفة، والدفاع عن المصلحة العامة يجب أن تبقى في صلب السياسات الحكومية، سواء في بلجيكا أو على المستوى الأوروبي والعالمي، في وقت تتزايد فيه التحديات وتتعاظم المخاوف بشأن المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة حاجب الإعلانات

نحن نستخدم إعلانات جوجل لتحسين الموقع، لذلك من فضلك، إذا أردت أن تقرأ المقال والمعلومات المهمة، يجب أن تقوم بفك الحظر عن الإعلانات في المتصفح الخاص بك. وشكراً لك.