اخبار بروكسل

مرور 570 يوم بلا حكومة في بروكسل: قلق من إنهيار الإقتصاد في العاصمة البلجيكية

موقع أخبار بلجيكا الآن _ مرّ 570 يوماً على الإنتخابات الإقليمية في 9 يونيو 2024، ولا تزال مدينة بروكسل بلا حكومة جديدة. والمعلومة الوحيدة التي خرجت إلى العلن خلال هذه الفترة هي إستمرار المفاوضات إستناداً إلى مُذكّرة قدّمها البلجيكي “إيفان فيروغسترات”، زعيم حزب (Les Engagés). ومع ذلك، تبدو فُرص تشكيل أغلبية جديدة شبه معدومة، سواء على مستوى الأحزاب الناطقة بالفرنسية أو الهولندية.

في ظل هذا الجمود السياسي غير المسبوق، يُعرب “كريستين فيرموسن”، ممثل منظمة “Voka” التي تجمع رُوّاد الأعمال في منطقة بروكسل الكبرى، عن قلق بالغ إزاء العواقب الإقتصادية بعيدة المدى التي قد تترتب على هذا الوضع.

صورة قاتمة للعاصمة البلجيكية بروكسل

ديون تتجاوز 16 مليار يورو، حيث بدأ العام بأعمال شغب وإحراق سيارات، وما لا يقل عن 96 حادثة إطلاق نار، إضافة إلى مشروع مترو تحوّل إلى عبء مالي ثقيل على حكومة تعاني أصلاً من ضائقة مالية. إلى جانب ذلك، مباني قديمة وطرق بالكاد تحظى بالصيانة اللازمة. هذه الصورة القاتمة تعكس واقع عاصمة بلجيكا في الوقت الراهن، حيث لا تبدو الأوضاع وردية على الإطلاق.

“نحن ندمر إقتصادنا بهدوء”

يصف “كريستين فيرموسن” الوضع السياسي في بروكسل بـ”الكارثي”. حيث قال: “لا يمكننا الإستمرار في الصراخ لمدة 570 يوماً. لكن يجب أن نتساءل عن تأثير هذا الوضع على صورة شركاتنا وسمعتها كجهة توظيف”. وأشار إلى المخاوف الأمنية المتزايدة، والتي تجعل العديد من الناس يترددون في القدوم إلى مدينة بروكسل للعمل أو الإستثمار، مُضيفاً: “نحن ندمر إقتصادنا بهدوء. ويبدو أنه لا يوجد أي شعور بالإلحاح، وهذا أمر محبط للغاية”.

العواقب بدأت تظهر في مدينة بروكسل

بحسب فيرموسن، فإن تداعيات الجمود السياسي أصبحت ملموسة بالفعل. حيث قال: “القطاع الإجتماعي، ومطورو العقارات، وشركات الهندسة المعمارية جميعهم ينتظرون مشاريع لا تنطلق”. وهذا يوضح أن حجم التأثير يختلف من قطاع إلى آخر، إلا أن القطاعات التي تعتمد على الدعم الحكومي تعاني بشكل خاص من هذا الشلل السياسي.”

مخاوف لدى الشركات في بروكسل

تؤكد “إلكي تيبوت”، المسؤولة في مسلخ في بلدية أندرلخت، هذه المخاوف، قائلةً: “لم نشعر بتأثير مباشر وكبير حتى الآن، لكن لدينا مشروع ضخم لترميم السوق المُغطى، وهو مشروع ضروري للإنتقال إلى المرحلة التالية. وننتظر بدء الأشغال لأن مجلس إدارتنا قلق للغاية بشأن الدعم الحكومي”.

ومن جهتها، تشير منظمة “يونيزو” الممثلة للشركات الصغيرة والمتوسطة إلى أن نحو ثلث الشركات في بروكسل تفكر جدياً في مغادرة العاصمة.

وقالت “فيرموسن”: “لاحظنا بالفعل إنتقال شركات من بروكسل إلى الجانب الفلماني. مضيفة أن إرتفاع ضرائب الشركات في بروكسل قد يكون سبباً إضافياً لهذه الهجرة. ومع ذلك، تحذّر قائلة: “إن اقتصاد بروكسل القوي يعود بالنفع أيضاً على فلاندرن، لكن هذه الحقيقة لا تحظى بالإهتمام الكافي حتى الآن”.

إلى جانب التحديات الإقتصادية، ترى أن المشكلات الإجتماعية مثل الفقر والتنوع والجريمة لا تحظى بالمعالجة اللازمة. وقالت: “حي “كورجيم” لا يحظى بإهتمام كافٍ. حيث يزورنا السياسيون، لكن من دون خطة عمل حقيقية”. ورغم صعوبة التحديات، تؤكد أن هذه المناطق تحتاج إلى اهتمام خاص وسياسات ملموسة.

إمكانيات غير مستغلة

ترحّب “فيرموسن” بقرار الحكومة البلجيكية الفيدرالية بدمج مناطق الشرطة الست في بروكسل، مُعتبرةً ذلك مؤشراً على إدراك الحاجة إلى إصلاحات هيكلية. وتقول: “بروكسل أشبه بمختبر. هذا التنوع الهائل الذي نراه هنا نجده أيضاً في بقية أنحاء البلاد”. وترى في هذا التنوع فرصة حقيقية، مشيرة إلى الديناميكية العالية، والنشاط الإقتصادي، وإزدهار بيئة الشركات الناشئة. وأضافت: “هناك إمكانيات هائلة في بروكسل، وعلينا إغتنامها الآن. وما يزعجني هو أن الناس يتقبّلون سياسة عدم التدخُّل وكأنها أمر طبيعي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة حاجب الإعلانات

نحن نستخدم إعلانات جوجل لتحسين الموقع، لذلك من فضلك، إذا أردت أن تقرأ المقال والمعلومات المهمة، يجب أن تقوم بفك الحظر عن الإعلانات في المتصفح الخاص بك. وشكراً لك.