بلجيكا مباشراخبار انتويرب

محاكمة منظف ​​النوافذ البلجيكي الذي قتل 4 نساء في مدينة أنتويربن

موقع أخبار بلجيكا الآن: بدأت اليوم الجمعة محاكمة القاتل “ستيفان دو ليون” في مدينة أنتويربن. حيث يُحاكم عامل تنظيف النوافذ من سكان منطقة Deurne بمدينة أنتويربن بتهمة قتل أربع نساء في التسعينيات من القرن الماضي. وظل حراً طليقاً وغير معروف لدى الشرطة أكثر من 26 عامًا. ويبقى دافع القتل لغزاً حتى الآن.

ماذا حدث بالضبط؟

بين عامي 1992 و 1997، قُتلت أربع نساء في مدينة أنتويربن وحولها. حيث تم خنقهم جميعًا بحبل أو بسلك كهربائي. لكن بخلاف ذلك، يبدو أنه لا توجد صلة بين الضحايا والقاتل. حتى بعد سنوات من التحقيق، تظل بعض قضايا القتل في بلجيكا دون حل، وتسمى “بالقضايا الباردة”.

ظل القاتل حراً طليقاً حتى شهر أكتوبر 2018. عندما ظهرت أحد عناصر الحمض النووي في أحد الضحايا، وكانت لها علاقة بمنظف الزجاج “ستيفان دو ليون”. حيث كان يعرف ثلاثة من الضحايا الأربعة من خلال وظيفته كمنظف نوافذ. وقد التقى بالضحية الرابعة أثناء ركوب الدراجة. وعندما إستجوبته الشرطة البلجيكية في عام 2018، إعترف بإرتكاب جرائم القتل الأربعة.

من هو السفاح البلجيكي ستيفان دو ليون؟

ولد في منطقة بورغيرهوت بمدينة (أنتويربن) في 12 مايو 1964 ونشأ مع شقيقاته الثلاث الأكبر سنًا في عائلة من الطبقة الفقيرة. طفولته طغى عليها والده المستبد والعدواني. ولم يكمل دراسته، وكان يذهب إلى المدرسة حتى سن السادسة عشرة من عمره، ومن بعد ذلك توقف وبدأ بالبحث عن عمل.

سرعان ما بدأ العمل كمنظف زجاج. وكان يُعرف بأنه عامل مجتهد، لكنه غالبًا كان يذهب إلى مراكز الشرطة بسبب مشاكله. وفي أوائل العشرينات من عمره، أُدين بارتكاب إعتداءين. في السنوات التي تلت ذلك، تبعت سلسلة أخرى من الإدانات، وكانت بشكل رئيسي بسبب الإعتداء والضرب المتعمد.

في عام 2015، إضطر البلجيكي ستيفان دو ليون إلى تقديم الحمض النووي الخاص به بعد إدانته بمحاولة السرقة. ولكن تم إكتشاف فيما بعد أن عينة الحمض النووي الخاص به كانت في أحد الضحايا الأربعة.

من هم الضحايا الأربعة؟

الضحية الأولى:

البلجيكية أريان مازين البالغة من العمر 30 سنة، والتي كانت تعمل كنادلة في المطاعم. وحاصلة على دبلوم تجميل. وكانت تُوصف بأنها إمرأة مرحة. قُتلت في 17 يونيو 1992 عن طريق خنقها بسلك كهربائي وطعن حتى الموت.

وفي نفس الليلة، عُثر على أريان ميتة في شقتها في شارع Mechelsesteenweg في مدينة أنتويربن. وذلك بعد أن خُنقت بسلك كهربائي وأصيبت بعدة طعنات.

سرعان ما افترضت المحكمة أن أريان قامت بإدخال الجاني للشقة بنفسها، لأنه كان لا يوجد آثار إقتحام للشقة في أي مكان. وقام المحققون في ذلك الوقت بالتحقيق مع جيرانها ومعارفها، وقدم العديد من الأشخاص عينة من الحمض النووي، لكن بدون نتائج لمعرفة القاتل.

لعدة سنوات، كان صديق أريان آنذاك مشتبهًا في جريمة القتل. حتى أنه خضع لإختبار كشف الكذب وإستجواب تحت التنويم المغناطيسي. لكن لم يتم العثور على دليل يربطه بجريمة القتل.

ما لا تعرفه المحكمة في ذلك الوقت هو أن منظف الزجاج ستيفان دو ليون كان مع أريان يوم القتل. حيث كان يعمل لديها من حين لآخر كمنظف زجاج، ويُزعم أنه قرع جرس الباب من أجل طلب الماء، وبذلك تعرًف عليها.

الضحية الثانية:

الضحية الثانية هي البلجيكية لوتغاردا بوجيرتس البالغة من العمر 28، والتي كانت تعمل كاتبة في صحيفة. وكانت لا تزال تعيش مع والديها، ولكنها مستقلة جدًا، وغالبًا ما كانت تسافر بمفردها. قُتلت في تاريخ 10 يوليو 1993.

حيث خُنقت بحبل مطاطي، وذلك بعد أن ذهبت بالدراجة في يوم من الأيام. لكن لم تعد إلى المنزل، فقام والديها بالذهاب إلى الشرطة، وتم فتح قضية فقدان. وفي تاريخ 12 يوليو تم العثور على جثتها ودراجتها بجانب قناة ألبرت المائية في مدينة Oelegem.

وقال شهود عيان إنهم رأوا لوتغاردا تقود دراجتها على طول قناة ألبرت المائية. لكن لم يلاحظ أحد أن القاتل ستيفان دو ليون كان يركب الدراجة هناك أيضًا. حيث قام بخنقها بحبل، وتم تقييد يديها خلف ظهرها بحبل آخر.

وقامت الشرطة في ذلك الوقت بالقبض على رجل تصادف أنه كان يصطاد بالقرب من مسرح الجريمة. وتم الإشتباه به بسبب أن لديه سجل جنائي في السابق. حيث قام بارتكاب إعتداءات جنسية في الماضي. لكن بعد ثلاث سنوات، تمت تبرئتة الرجل من إرتكاب قتل البلجيكية لوتغاردا بوجيرتس.

الضحية الثالثة:

البلجيكية “ماريا فان دين ريك” وتبلغ من العمر 46 عامًا، وكانت تعمل كمنظفة وفي الحانات أيضاً. كانت مطلقة ولديها إبن.

قُتلت في 24 نوفمبر 1994، حيث خُنقت بسلك كهربائي. وفي تاريخ 9 ديسمبر 1994، عثرت الشرطة على جثة ماريا. وتم العثور عليها مقتولة في شقتها في الطابق الثالث في شارع Stenenbrug في منطقة Borgerhout في مدينة انتويربن. وحول رقبتها سلك كهربائي خاص بمكواة كهربائية لكي الملابس.

ويذكر الجيران أنهم لم يروا ماريا منذ ثلاثة أسابيع. وكان صندوق بريدها مملوء. وبالتالي قاموا بإبلاغ الشرطة، ولم يجد المحققون أي دليل على إقتحام الشقة، ولم يتمكنوا من تحديد المشتبه به. وتم إيقاف التحقيق بعد سنوات.

الضحية الرابعة:

البلجيكية إيفا بوبي البالغة من العمر 38 عامًا، وحاصلة على دبلوم التربية الخاصة. مطلقة ولها 4 أطفال، وتم وضعهم جميعًا في دار رعاية الأطفال بعد مقتلها. وتُوصف بأنها امرأة لطيفة، لكنها كانت ساذجة بعض الشيء في بعض الأحيان.

قُتلت في تاريخ 5 سبتمبر 1997، خنقاً بحبل وطعن بالسكين. وتم إبلاغ الشرطة بعد أن اشتم الجيران رائحة قوية في مبنى سكني في منطقة Luchtbal في مدينة أنتويربن، وكانت مختفية لمدة 4 أيام.

حيث عثرت عليها الشرطة في تاريخ 9 سبتمبر 1997 في منزلها بالطابق الثاني. وكانت ترقد ميتة في السرير وكان هناك حبل حول رقبتها وطعنات في منطقة الصدر. وأيضاً في هذه المرة لم يكن هناك أي علامات على إقتحام الشقة. 

لكن في هذه المرة ظهر إسم القاتل ستيفان دي لون لأول مرة، وذلك بعد أن صرحت شقيقة الضحية بأنها ربما اضطرت لدفع نقود لمنظف نوافذ. وأضافت أن شقيقتها كانت من زبائنه، وإنها كان يجب عليها أن تدفع له 3000 فرنك بلجيكي (أي حوالي 75 يورو). ولكن نظرًا لعدم وجود إثباتات قوية على القاتل ولم يكن في ذلك الوقت أخذ عينات من الحمض النووي، تم إغلاق القضية.

في قضايا القتل الأربع هذه، يبدو أن جميع التحقيقات وصلت إلى طريق مسدود. وبالتالي توقفت جميع التحقيقات القضائية بين عامي 2002 و 2010.

كيف تم القبض على القاتل الحقيقي؟

في عام 2017 ، كان هناك انفراج وتحركت الأمور بسرعة منذ ذلك الحين، وذلك بعد الإحتفاظ بعينة من الحمض النووي للضحية أريان مازين، والتي إرتبطت مع عينة من الحمض النووي من القاتل ستيفان دو ليون. حيث كان  لا يزال الحمض النووي الخاص به في قاعدة بيانات المدانين في بلجيكا، لأنه أُدين بمحاولة السرقة في عام 2015. وبعد ذلك، تم إعادة فتح التحقيق في مقتل البلجيكية أريان.

وبعد إستجواب القاتل، قال أنه لا يتذكر إلا ممارسة الجنس مع إمرأة، لكنه لا يتذكر مواصفاتها. وبعد أسبوعين تم إستجوابه مرة أخرى. ثم قال إنه تغلب على أريان وقام بإغتصابها، واعترف أيضًا أنه أخذ حبلًا من السرير وخنقها به. في تلك اللحظة، إكتشفت الشرطة أوجه تشابه بين قضية أريان وقضية إيفا.

وبالتالي تم إعادة فتح ملف إيفا في مارس 2019. وبعد عدة أشهر، اعترف دو ليون بأنه مسؤول عن مقتلها. وبعد ذلك إعترف بمقتل المرأتين الأخريتين.

ما هو دوافع ستيفان دو ليون؟

ربما إعترف دو ليون بإرتكاب جرائم القتل الأربع، لكنه لم يشرح أبدًا سبب ارتكابها. ولماذا ظل صامتاً 26 عاما؟.

في إحدى استجواباته قال للشرطة إنه آسف، وأنه هو نفسه لا يفهم سبب قيامه بذلك. وقال أيضًا إنه لا يستطيع إعطاء تفاصيل حول ما حدث لأنه أراد أن يحجب دون وعي تلك الذكريات من رأسه.

وأضاف إنه قضى سنوات في شرب المشروبات الكحولية من أجل نسيان ذلك. وأشار أيضًا إلى طفولته المروعة في العديد من الإستجوابات. حيث كان لسلوك والده العنيف على وجه الخصوص تأثير عليه. وكان ينظر إلى النساء على أنهن أواني. وذكرت زوجته السابقة أنه كان عدوانيًا جدًا وأرهب عائلتها.

ويصفه معظم الشهود بأنه يمتلك غرورًا كبيرًا. وكان لا يتسامح مع أي تناقض، خاصة من النساء. وبالتالي من الواضح أن حياة البلجيكي ستيفان دو ليون، اتسمت بالعنف لسنوات عديدة. منذ اللحظة التي التقى فيها بشريكته الحالية في عام 2012، لم يعد يرتكب أي جرائم جنائية.

ثماني نساء وأربعة رجال تم إختيارهم بالقرعة لهيئة المحكمة. وسيتعين عليهم الآن تحديد ما إذا كان ستيفان  دو ليون مذنبًا بارتكاب جرائم قتل أريان مازين ولوتغاردا بوغارتس وماريا فان دي ريك وإيفا بوب. ومن المحتمل أن تستغرق القضية عشرة أيام. ويمكن أن يحكم على المتهم بالسجن مدى الحياة.

وأخيراً، بعد سنوات عديدة من قيامه بهذه الأعمال الشنيعة الأربعة، ستتمكن عائلات الضحايا من النظر إليه مباشرة ومعرفته.

إقرأ أيضاً: محاولة نهائية للكشف عن الشخص المتسبب بمقتل المعلمة في بلجيكا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى