لماذا لا تطلب المال من المغترب في بلجيكا
في وقت يواجه فيه الكثيرون تحديات إقتصادية ومالية في البلدان العربية، قد يلجؤون إلى الإتصال على أشخاص يسكنون في بلجيكا ظناً منهم أنهم أغنياء وأنهم يلتقطون المال من الشجرة بدون مشقة وتعب. ولا يعرفون أن معظم هؤلاء الأشخاص يعانون من مشاكل مالية، ويكافحون من أجل توفير القليل من المال للمستقبل المجهول. فحياتهم لن تبقى في بلجيكا إلى الأبد. ومعظمهم يُريدون توفير المال حتى يقوموا بشراء منزل وسيارة ويقومون بإنشاء مشروع في بلدهم الأصلي أو أي بلد آخر، وهذا من ضمن أحلامهم اليومية.
حيث يصل الراتب الشهري في بلجيكا إلى 2000 يورو. يبدو أن هذا المبلغ كافيًا بالنسبة للشخص المقيم في الدول العربية. ولكن عند النظر أكثر إلى التفاصيل، يصبح واضحًا أن الحياة المالية في بلجيكا ليست بالسهولة التي يظنها البعض.
التحديات المالية في بلجيكا:
قد يبدو الحصول على راتب شهري بقيمة 2000 يورو كافياً للكثيرين. ولكن الحقيقة تكمن في أن هذا المبلغ لا يكفي لتلبية إحتياجات الحياة اليومية في بلجيكا، خاصةً في ظل إرتفاع المعيشة والمصاريف الأساسية.
قصة شخص في بلجيكا ومعاناته:
لنلق نظرة عن كثب على حياة شخص يعمل في بلجيكا، ويحصل على راتب 2000 يورو شهرياً. يظهر الرقم كبير للبعض. لكن الواقع يكشف أنه بعد خصم الضرائب وتكاليف العيش، يوفر الشخص في بلجيكا حوالي 220 يورو في الشهر. وذلك بعد تغطية كل مصاريفه الشهرية. ومن هذه المصاريف 700 يورو إيجار منزل صغير. و 300 يورو مأكل ومشرب. وحوالي 300 يورو مصاريف سيارة. و 100 يورو مصاريف إنترنت وإتصالات. و 80 يورو تأمين صحي وتأمينات أخرى وضرائب المقاطعة وضرائب البلدية. وحوالي متوسط مبلغ 100 يورو للملابس. ومبلغ 200 يورو مصاريف الكهرباء والغاز والماء.
تخيل عزيزي الكريم الذي تطلب المال من المغترب في بلجيكا هذا الصافي الشهري القليل الذي يوفره المغترب هذا في حالة لم تحدث له أي مشاكل أخرى وأيضاً أنه لا يعيش حياة الأغنياء. وأنت نائم تريد الحصول على مبلغ لمجرد أنك صديقه على الفيسبوك أو أي منصة أخرى. ولا تنسى أيضاً أن المغترب في بلجيكا يعيش حياة قاسية منها العمل في أعمال شاقة في المصانع والشركات، ومع ذلك لا يستطيع السفر والسياحة كثيراً لكي يقوم بالترفيه عن نفسه. يرجى ملاحظة: في هذه العملية الحسابية قمت بإحتساب المتوسط يعني هناك أشخاص لديهم مصاريف أكبر من ذلك بكثير. ولكن هؤلاء الأسخاص لن يستطيعوا الرجوع إلى بلادهم حتى بعد عدة سنوات، لأنهم لم يوفروا المال الكافي من أجل ضمان حياة كريمة في بلدهم الأصلي أو حتى بلد آخر.
تأثير المصاريف الإضافية في بلجيكا:
تكون المصاريف الإضافية، مثل ثمن الإيجار، وتكاليف الطعام، والنقل، عبئًا إضافيًا على كاهل الفرد. في حالة هذا الشخص، يجد نفسه يعيش بشقة صغيرة ويحاول تقليل مصروفاته بشكل كبير لكن بدون فائدة، مما يجعله يعيش بأقصى قدر من الإقتصاد ويعتقد الناس أنه شخص بخيل.
إستنتاج: من خلال قصة هذا الشخص المسكين الذي يعيش في بلجيكا، ندرك أن الحياة المالية في بلجيكا قد تكون تحديًا كبيرًا، حتى للأشخاص الذين يحصلون على رواتب جيدة نسبياً. لذا، يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين وعاقلين في إدارة أمورهم المالية وعدم الإعتماد على المال الإضافي من المغترب في بلجيكا لأنه قد لا يكون متاحًا.
نصيحة أخيرة: بدلاً من طلب المساعدة المالية من المغترب في بلجيكا، يجب أن تقوم بتحليل أنماط الإنفاق الخاص بك، والبحث عن طرق لتحسين إدارتك المالية. وقد تتضمن هذه الخطوات البحث عن فرص إضافية لزيادة الدخل أو تقليل المصروفات الغير ضرورية.
إقرأ أيضاً: كيفية الوصول إلى بلجيكا بدون المخاطرة بحياتك؟.
في النهاية: بلجيكا تعد بيئة تحتاج إلى تخطيط مالي دقيق واستراتيجيات للتعامل مع التحديات المالية. على الرغم من أن الراتب الشهري قد يكون مرضيًا، إلا أن إدارة الأمور المالية بحذر والبحث عن حلاً يمكن أن يساعد في تحسين الوضع المالي الشخصي من دون اللجوء إلى طلب المساعدة المالية من الآخرين.
وفي هذا المقال لا أقصد الصدقة أو الزكاة أو حتى دفع مبلغ مالي لعائلتك في بلدك الأصلي. ولكن أقصد الأشخاص الذين لا تعرفهم سواء في بلجيكا أو في الدول الأخرى ، ومع ذلك يرسلوا لك أن تقوم بإرسال الأموال إليهم، مع أنك أنت نفسك بحاجة إلى هذا المال. لكن الأهم يجب أن تدفع الزكاة والصدقة وتهتم بعائلتك.
إقرأ أيضاً: إرسال أموال من بلجيكا إلى دول أخرى بدون عمولة.