ضرائب جديدة تُهدّد مطار Charleroi البلجيكي بالخسارة والإفلاس

موقع أخبار بلجيكا الآن _ يواجه مطار Charleroi تهديداً مالياً خطيراً قد يضع ميزانيته في دائرة العجز بدءاً من العام المُقبل، نتيجة حزمة من الضرائب الجديدة على المستويين البلدي والفيدرالي. حيث يعتزم مجلس المدينة فرض ضريبة قدرها 3 يورو على كل مُسافر مُغادر من المطار، بالتوازي مع زيادة كبيرة في الضريبة البلجيكية الفيدرالية المفروضة على الرحلات الجوية الأوروبية قصيرة المدى.

وفي هذا السياق، حذّر رئيس مجلس إدارة المطار، “جيل سامين”، من خطورة الوضع قائلاً: “سيكون تأثير هذه الضرائب لا يُطاق”، مؤكّداً أن تراكب الضرائب يُهدّد التوازن المالي للمطار بشكل مباشر.

من جهته، شدّد الرئيس التنفيذي للمطار، “كريستوف سيغارت”، على أن “سرعة هذه الإجراءات ونطاقها يُهدّدان نموذجنا الإقتصادي الحالي”. وأوضح أن الضريبة البلدية المُقترحة “مُحدّدة للغاية”، ما سيؤثر سلباً على القدرة التنافسية للمطار مقارنة بالمطارات المجاورة. وبحسب تقديرات الإدارة، فإن تأثير هذه الضريبة وحدها سيبلغ نحو 16.8 مليون يورو، وهو مبلغ يفوق الأرباح المتوقعة قبل الضريبة، والمقدرة بحوالي 13 مليون يورو. بناءاً على ذلك، تُطالب إدارة المطار بمراجعة شاملة لهذه الإجراءات الضريبية.

شركة الطيران رايان إير تقلّص سعتها في مطار Charleroi

في تطوُّر يزيد من حدَّة القلق، أعربت شركة الطيران رايان إير، وهي أكبر مُشغّل في مطار شارلروا، عن إستيائها في وقت سابق من هذا الشهر. وهدّدت شركة الطيران الأيرلندية مُنخفضة التكلفة بتقليص كبير لعملياتها في بلجيكا خلال شتاء 2026–2027.

ووفقاً للمعلومات المُتداولة، تعتزم شركة رايان إير سحب خمس طائرات من أصل ثماني عشرة مُتمركزة في مطار شارلروا، إضافة إلى إلغاء ثلاثة عشر خطاً جوياً، ما يُشكّل ضربة قاسية لنشاط المطار.

ضربة موجعة للوظائف والإقتصاد

يحذّر مطار شارلروا من أن إنسحاب شركة الطيران رايان إير، في حال تحقّقه، سيؤثّر بشكل خطير على حوالي 1100 وظيفة مباشرة وغير مباشرة. كما تؤكد إدارة المطار أن الضرائب الجديدة لن تكون مجرد عبء مؤقت، بل سيكون لها أثر هيكلي طويل الأمد، ما يعرض فرص العمل والإستقرار الإقتصادي للخطر.

وتشير التقديرات إلى أن الإقتصاد البلجيكي قد يخسر ما يقارب 95 مليون يورو سنوياً من الدخل، يعود معظمها إلى تراجع النشاط السياحي، في حال تراجعت حركة الطيران منخفض التكلفة من وإلى البلاد.

في ظل هذه المعطيات، تدعو إدارة المطار السُلطات المعنية إلى إعادة النظر في السياسات الضريبية المطروحة، مُحذرين من أن إستمرارها قد يؤدي إلى نتائج عكسية تمس المطار والإقتصاد البلجيكي ككل.