يرى غالبية الموظفين أو العاملين في الشركات في بلجيكا أن الأشخاص الذين لا يعملون يتلقون الكثير من المال. ويعتقد سبعة من كل عشرة أشخاص في بلجيكا أنه يجب تخفيض إعانات البطالة. وهذا وفقاً لإحصائية ودراسة بناءاً على طلب خبير الإقتصاد في جامعة خنت “ستين بيرت”.
حيث قال ستين بيرت: “تمكنت من التحدث إلى إمرأة لديها أطفال إختارت عدم البحث عن عمل في بلجيكا لأنه في نظرها أن العمل في بلجيكا عبارة عن عبيد وأسياد.
وأخبرتني أنها لن تعمل بالتأكيد، إلا في دولة تحترم حقوق العمال والموظفين. لكن بلجيكا لا تفعل ذلك من خلال نظام إعانات البطالة والفارق البسيط بينه وبين رواتب العمال في بلجيكا. والفرق هو أنه إذا عملت لفترة طويلة أكثر من 40 عام فقد تحصل في النهاية على معاش جيد على سبيل المثال 1700 يورو شهرياً. أما الشخص الذي سيعمل لمدة 5 سنوات طيلة حياته سيحصل على معاش 1000 يورو فقط. ولو نظرنا أن ذلك الشخص الذي عمل طيلة حياته، ممكن أن لا يتمتع بحياته لأنه أفنى حياته في العمل والنوم من شدة التعب.
لذا أنا قررت أن لا أبحث عن عمل إلا إذا كان هناك فرق بين إعانة البطالة وراتب العمل والإمتيازات التي يحصل عليه العامل والغير عامل.
وقالت مديرة مكتب العمل المغربية البلجيكية “حكيمة فاريحي” في مدينة أنتويربن: “على الرغم من الطلب الكبير على العمال في سوق العمل في بلجيكا. إلا أنني لا أستطيع تعبئة كل الوظائف الشاغرة بسبب النقص لأن الناس لا يريدون البحث عن عمل”.
إقرأ أيضاً: كيف تستفيد من راتب البطالة في بلجيكا إذا كنت عاطل عن العمل؟.
وأضافت: “المشكلة في بلجيكا هو أن العاملين يُعاقبون ولا يحصلون على إمتيازات كافية. وأن العاطلين عن العمل يكافئون لعدم الذهاب إلى العمل من خلال حصولهم على الضمان الإجتماعي ومنها السوسيال تاريف أي تخفيض على الكهرباء والغاز والماء وتخفيض المواصلات والحصول على منزل إجتماعي بشكل أسرع والحصول على تعويض الأدوية وفواتير المستشفيات أو عند الذهاب للطبيب والحصول على مواد غذائية من بنك الطعام في بلجيكا. وخصومات المواصلات ومنها القطار والحافلة والترام وقد تصل الخصومات إلى 50 في المئة. والحصول على تخفيضات الأجهزة الكهربائية مثل الغسالة والثلاجة، ودفع الضرائب بشكل أقل من العاملين في بلجيكا. لذلك أرى أنه يتم معاقبة الأشخاص الذين يذهبون إلى العمل في بلجيكا.”
وفقًا لها، يأتي الناس ويبحثون عن عمل في مكاتب العمل، ولكن عندما يرون أن الأجر الذي سيحصلون عليه ليس كبير، يقومون برفضه. وتلك الفائدة التي يحصل عليها الغير عاملون في بلجيكا مرتفعة للغاية. ويجب أن يكون هناك فرق أكبر بينهما. لكن في الوقت الحالي، الفرق بين العمل وعدم العمل في بلجيكا ضئيل للغاية.
وتمكنت حكيمة فاريحي أيضًا من الإتصال بإمرأة لديها إبنتين مراهقتين، وترغب في عدم الكشف عن هويتها. حيث كانت تعمل كبائعة وتحصل على راتب صافي 2000 يورو شهريًا. لكن توقفت عن العمل منذ عام ونصف بسبب الفروقات بينها وبين الغير عاملين في بلجيكا.
وقالت: “عندما كنت أعمل، خسرت مزايا علاوة الطفل المتزايدة وبدل الدراسة المتزايد الذي يحصل عليه الآباء عن الأطفال. وكنت أدفع ضرائب سنوية أكثر، والتي غالبًا ما تكون مرتفعة جداً. والآن لأنني متوقفة عن العمل تقوم مصلحة الضرائب بإرجاع لي مبلغ من المال كل عام مع أنني كنت أكسب أقل بمبلغ 300 يورو شهرياً على الرغم أنني كنت أعمل بدوام كامل 26 يوم في الشهر. وهذا ما شجعني لترك العمل إلى حين أن تقوم الحكومة البلجيكية بتعديل القوانين الخاصة بالعاملين.
وأضافت: “صراحةً أفتقد العمل وخاصة بسبب أنني كنت أتحدث دائماً مع زملائي لأن الحياة في المنزل أيضاً مملة. لكن من الصعب الرجوع على العمل وخاصة أنني لا أشعر أن هناك فرق. فلماذا أرجع إلى العبودية مرة أخرى إذا كنت أحصل على إعانة مالية تكفيني كل شهر؟.
ورد رئيس مجلس إدارة حزب “MR” جورج لويس بوشيز على ذلك: “نعم قوانين العمل في بلجيكا ليست جيدة ويجب أن تتغير. لأنه لا يستحق أن تُرهق نفسك من أجل زيادة راتبك بمبلغ 300 يورو في الشهر فقط. وحتى أحياناً يكسب العامل نفس الشخص الذي لا يعمل إذا كان يعمل في شركة لا تدفع رواتب عالية.”
إقرأ أيضاً: كيف أعمل في مستشفى في بلجيكا وما هو الراتب الشهري؟.
متابعين موقع أخبار بلجيكا الآن نتمنى منكم أن تكتبوا آرائكم في التعليقات في الأسفل. هل ما ذكر في المقال صحيح؟.