موقع اخبار بلجيكا vtmnews _ في تصعيد جديد للصراع بين روسيا وأوكرانيا، زعمت أوكرانيا أن روسيا استخدمت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات لأول مرة في هجوم على مدينة دنيبرو الأوكرانية. هذا الادعاء نفاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصف الأمر بأنه اختبار لسلاح جديد غير نووي تفوق سرعته سرعة الصوت. بينما أكدت الولايات المتحدة أن الصاروخ الذي أطلق كان من نوع متوسط المدى، مما يعكس تصعيدًا خطيرًا في الصراع.
ما الذي حدث في مدينة دنيبرو؟
وفقًا للتقارير الأوكرانية:
- نوع الصاروخ: يُعتقد أنه صاروخ RS-26 Rubezh، ذو مدى يصل إلى 5800 كيلومتر، وقادر على حمل رأس حربي يصل وزنه إلى 800 كجم.
- الموقع: أُطلق الصاروخ من منطقة أستراخان الروسية، الواقعة على بعد أكثر من 700 كيلومتر من مدينة دنيبرو الأوكرانية.
- النتائج: تسبب الهجوم في أضرار مادية وأدى إلى إصابة شخصين.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف الحادث بأنه دليل على “الوجه الحقيقي للعدوان الروسي”، بينما أكد أن التحقيق جارٍ لتحديد نوع الصاروخ بدقة.
بوتين ينفي: “مجرد اختبار لسلاح جديد”
الرئيس الروسي بوتين نفى استخدام أي صاروخ باليستي عابر للقارات في الهجوم، مؤكدًا أن ما جرى هو اختبار لصاروخ جديد متوسط المدى تفوق سرعته سرعة الصوت. وأوضح أن تطوير هذا السلاح جاء ردًا على ما وصفه بـ”موقف الناتو العدواني تجاه روسيا”.
بوتين حذر أيضًا من إمكانية استخدام هذا السلاح ضد الدول التي تُورّد لأوكرانيا صواريخ تُستخدم ضد روسيا ومن ضمنها بلجيكا، مشيرًا إلى أن روسيا ستعطي تحذيرًا مسبقًا لإخلاء المناطق المستهدفة.
تأكيد البنتاغون
في الوقت الذي تنفي فيه روسيا استخدام الصواريخ العابرة للقارات، أكد البنتاغون أن الصاروخ الذي أُطلق يعتمد على تصميم صاروخ RS-26 Rubezh العابر للقارات، لكنه كان تجربة لسلاح متوسط المدى. وأوضح المتحدث باسم البنتاغون أن الولايات المتحدة تلقت إخطارًا مسبقًا بالإطلاق عبر قنوات الحد من المخاطر النووية.
تصعيد روسي: ماذا يعني ذلك؟
يرى محللون أن هذا الهجوم يمثل تصعيدًا محتملًا:
- استعراض القوة: استخدام صواريخ مصممة لنقل رؤوس نووية، حتى لو لم تكن محملة بشحنة نووية، يرسل إشارة واضحة عن القدرات العسكرية الروسية.
- ردع الغرب: تريد روسيا تذكير الناتو بامتلاكها أسلحة قادرة على التصعيد النووي.
تعديل العقيدة النووية الروسية
الهجوم جاء بعد يومين من إعلان روسيا عن تعديل عقيدتها النووية، مما خفّض العتبة لاستخدام الأسلحة النووية، ما أثار قلقًا دوليًا من احتمالية تصعيد أكبر.
هل هناك خطر حقيقي من الأسلحة النووية؟
رغم هذا التصعيد، يعتقد الخبراء أن احتمالية استخدام روسيا للأسلحة النووية ما تزال منخفضة للغاية. وفقًا لجينس فرانسن، خبير الدفاع في قناة VRT NWS البلجيكية:
- سلم التصعيد: ما زال أمام روسيا خطوات كثيرة قبل أن تصل إلى استخدام الأسلحة النووية، مثل إجراء تجارب نووية أو استخدام طائرات محمّلة برؤوس نووية.
- التكلفة السياسية والعسكرية: استخدام الأسلحة النووية سيؤدي إلى عزلة تامة لروسيا، ولن يحقق فائدة عسكرية كبيرة نظرًا لتعدد الأهداف العسكرية الأوكرانية.
تصعيد روسيا الأخير باستخدام صواريخ بعيدة المدى أو اختبارها أسلحة تفوق سرعة الصوت يشير إلى تحول خطير في ديناميكيات الصراع. ومع ذلك، تبقى الأسلحة النووية مجرد وسيلة للردع، وليست خيارًا عمليًا في المرحلة الحالية.
الصراع يزداد تعقيدًا، والتوترات بين روسيا والغرب تتصاعد، مما يجعل العالم يراقب بحذر الخطوات المقبلة على سلم التصعيد.
هل روسيا ستضرب بلجيكا؟
من غير المرجح أن تضرب روسيا بلجيكا أو أي دولة عضو في حلف الناتو، بما في ذلك تلك التي تقدم الدعم العسكري لأوكرانيا، وذلك لأن مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى تفعيل المادة 5 من معاهدة الناتو، التي تلزم جميع الأعضاء بالرد بشكل جماعي على أي اعتداء.
هل سيتم تحذير الناس في بلجيكا؟
إذا قررت روسيا التصعيد ضد دولة تقدم أسلحة لأوكرانيا، فمن المتوقع أن يتم التحذير مسبقًا. الرئيس الروسي بوتين أشار إلى أن روسيا قد تُخطر المدنيين لإخلاء المناطق المستهدفة في حال استخدام أسلحة جديدة. لكن هذا يبقى مجرد تصريح، واحتمالية حدوث ذلك منخفضة جدًا بسبب العواقب الكارثية المحتملة لأي هجوم على دولة عضو في الناتو.
إقرأ أيضاً: الرئيس الروسي يحذر بضرب بلجيكا بالنووي.