أخبار بلجيكا الآن _ تواجه السجون البلجيكية أزمة اكتظاظ غير مسبوقة تضعها في حالة طوارئ قصوى، ما دفع إدارة السجون لإطلاق دعوة عاجلة للحكومة المقبلة للتدخل.
حيث تشير الإحصاءات إلى أن عدد السجناء في بلجيكا الحالي وصل إلى 12،590 سجيناً، بينما لا تتعدى السجون البلجيكية طاقتها الاستيعابية المحددة بحوالي 11 ألف سجين. هذا الوضع لا يؤثر فقط على ظروف النزلاء، بل يمتد ليشمل بيئة العمل وأهداف إعادة التأهيل، حسبما صرحت المديرة العامة لإدارة السجون، “ماتيلدا ستينبرخن”.
تدابير طارئة لتخفيف الضغط على السجون في بلجيكا
لتخفيف أزمة الاكتظاظ الحاد، أعلنت إدارة السجون في بلجيكا تدابير مؤقتة، من بينها تعليق تنفيذ الأحكام القصيرة التي لا تتجاوز مدتها 5 سنوات، وهو إجراء يهدف لتأخير دخول بعض المحكومين للسجن لفترة تصل إلى 14 يوم. يُستثنى من هذا الإجراء المدانون بجرائم خطيرة مثل الجرائم الإرهابية والأخلاقية والعنيفة.
منذ مارس الماضي، اتخذت السلطات البلجيكية أيضًا خطوة بتخصيص إجازات للسجناء المحكومين بأحكام قصيرة، بحيث يقضي السجين شهرًا داخل السجن يعقبه شهر خارج السجن. تتيح هذه الإجراءات تخفيف الضغط بشكل ملحوظ، رغم أنها تظل حلولًا مؤقتة.
إقرأ أيضاً: رجل في بلجيكا يواجه خطر السجن لمدة 9 أشهر بسبب فقدان محفظته.
حلول طويلة الأمد لمواجهة الاكتظاظ في السجون البلجيكية
تؤكد المديرة العامة لإدارة السجون في بلجيكا “ماتيلدا ستينبرخن” الحاجة إلى إجراءات طويلة الأمد تتضمن نظام تصنيف يعتمد على ألوان. حيث يعكس اللون الأخضر الوضع المثالي، واللون البرتقالي يُظهر الحالة القابلة للتحمل، أما اللون الأحمر فيشير إلى حالات الاكتظاظ الحرج. كما تقترح أيضًا إدراج السجناء في بلجيكا ضمن قائمة انتظار خارج السجن حتى يتوفر لهم مكان، بالإضافة إلى تسريع إطلاق سراح من أتموا جزءاً كبيراً من عقوباتهم.
معارضة من مرصد السجون في بلجيكا
من جانبه، يعارض مرصد السجون البلجيكي بعض الحلول المقترحة، محذرًا من التأثير السلبي لقائمة الانتظار على إعادة تأهيل المدانين، حيث يعتقد مدير مرصد السجون البلجيكية، “إليوث فانويتيرين”، أن الانتظار خارج السجن قد يؤدي إلى انقطاع السجناء عن البيئة المهيئة لإعادة التأهيل، مما يعقد عودتهم إلى الحياة الطبيعية.
كما أبدى المرصد تخوفه من أن يؤدي نقل السجناء إلى مناطق بعيدة عن عائلاتهم في حال تطبيق نظام الألوان إلى تقليص الدعم الأسري، وهو عامل رئيسي في نجاح عملية إعادة الإدماج بعد انتهاء العقوبة، مما قد يؤدي إلى عودة السجناء للجريمة بعد إطلاق سراحهم.
حلول جذرية لأزمة متفاقمة
تؤكد هذه الأزمة المتفاقمة على الحاجة الملحة إلى تبني حلول شاملة تتضمن إصلاحات واسعة لإعادة التأهيل بدلاً من الاعتماد على الحلول المؤقتة. ويرى الخبراء أن الحد من معدلات العودة إلى السجون البلجيكية يبدأ بتطوير برامج دعم اجتماعي وإعادة تأهيل فعّالة، ما يسهم في تقليل اكتظاظ السجون على المدى الطويل ويسمح للمحكومين بفرصة الاندماج مجددًا في المجتمع بشكل آمن وناجح.
إقرأ أيضاً: فلامس بيلانغ يريد إرسال المدانين غير البلجيكيين إلى السجن في وطنهم.