موقع اخبار بلجيكا vtmnews _ في حادثة مروعة هزت بلدية إيكسيل في مدينة بروكسل، حيث عثرت الشرطة البلجيكية صباح يوم أمس السبت على جثث ثلاث ضحايا في منزل: امرأة تبلغ من العمر 40 عامًا وطفليها، أحدهما يبلغ من العمر 13 عامًا والآخر رضيع عمره سنة واحدة. المشتبه به في هذه الجريمة هو شريك المرأة، رجل يبلغ من العمر 54 عامًا يعمل وكيل عقارات في بلجيكا.
الجريمة التي صدمت الرأي العام في بلجيكا تأتي في ظل تقارير عن توتر في العلاقة بين الجاني والضحية، حيث يُعتقد أن المرأة أبلغته مؤخرًا برغبتها في إنهاء علاقتهما.
بلاغ عائلي يكشف المأساة في بلدية إيكسيل
بدأت القصة عندما تلقّت شرطة مدينة بروكسل مكالمة من أحد أفراد الأسرة القلقين بسبب انقطاع التواصل مع الضحايا. تحركت الشرطة إلى المنزل الواقع في شارع Johannalaan، بالقرب من Ter Kamerenbos.
عند وصول الشرطة، كان الجاني داخل المنزل ورفض فتح الباب في البداية. وبعد محاولات إقناع استمرت لفترة، قرر الجاني السماح للشرطة بالدخول. وعند تفتيش المنزل، عثرت الشرطة على جثث الضحايا الثلاثة.
تفاصيل الجريمة في بلدية إيكسيل: إطلاق نار وتسمم
وفقًا لما ذكره مكتب النيابة العامة في العاصمة البلجيكية بروكسل:
توفيت المرأة وطفلها الرضيع بسبب إصابات ناتجة عن طلقات نارية. أما الطفل الأكبر، البالغ من العمر 13 عامًا، يبدو أنه توفى نتيجة التسمم، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد سبب وفاته بدقة.
تقارير من وسائل الإعلام المحلية في بلجيكا أشارت إلى أن الطفل الأكبر قد تعرض لإطلاق النار أيضًا، لكن هذه التفاصيل لم تؤكدها السلطات البلجيكية بعد.
الجاني: وداع غريب ورسائل اعتذار ونشر فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي
الجاني، الذي يعمل وكيل عقارات في بلجيكا، ترك خلفه سلسلة من الأفعال التي توحي بأنه كان يخطط للجريمة.
حيث نشر مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة أي قبل إرتكابه الجريمة بيوم واحد فقط، يظهر فيه صورًا لعائلته خلال لحظات سعيدة، مثل الإجازات وتناول الطعام في المطاعم.
وصف الفيديو بأنه “وداع”، حيث كتب: “كانت هذه أجمل ثلاث سنوات في حياتي. وكتب “شكرًا لشريكتي الجميلة التي منحتني ابنة رائعة.” كما ذكرت تقارير أن الرجل ترك كتابات على جدران المنزل تضمنت رسائل اعتذار عن فعلته.
تحقيق مستمر وتشديدات قانونية
تم القبض على الجاني في مكان الحادث دون مقاومة، وأحيلت القضية إلى النيابة العامة التي أمرت بتعيين خبير وطبيب شرعي لفحص الجثث. كما تم تكليف قاضي تحقيق بمتابعة القضية تحت تهمة القتل غير العمد.
المدعية العامة في بروكسل “ياسمينا فانكوفيرشيلدي” صرّحت بأن التحقيق في ملابسات الجريمة لا يزال جاريًا، مؤكدة أن الدوافع والتفاصيل الدقيقة للحادثة غير واضحة حتى الآن.
ردود الفعل: صدمة الجيران واستغرابهم
الجريمة أثارت صدمة كبيرة في الأوساط المحلية، خاصة بين الجيران الذين وصفوا العلاقة بين الجاني والضحية بأنها طبيعية ولم تظهر عليها أي علامات توتر.
أحد الجيران قال: “لم نلاحظ أي مشاكل بينهم. كان كل شيء يبدو عاديًا.” وأضاف آخر: “هذا النوع من الجرائم يجعلنا نفكر في مدى هشاشة العلاقات الإنسانية.”
توتر في العلاقة وسيناريو الانفصال
بحسب تقارير إعلامية، أبلغت الضحية شريكها مؤخرًا بأنها تريد إنهاء العلاقة. يبدو أن هذا القرار أثار مشاعر غضب واكتئاب لدى الجاني، مما دفعه لارتكاب هذه الجريمة الشنيعة.
انعكاسات الجريمة: دعوة لمعالجة القضايا النفسية والاجتماعية في بلجيكا
الحادثة تسلط الضوء على أهمية معالجة القضايا النفسية التي قد تؤدي إلى مثل هذه المآسي.
حيث دعا ناشطون إلى تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي في العلاقات الأسرية لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في بلجيكا.
كما أُثيرت تساؤلات حول ضرورة زيادة التوعية حول أهمية التواصل المفتوح بين الأزواج وطلب المساعدة عند مواجهة الأزمات.
إقرا أيضاً: تفاصيل عن جنسية الجاني.
في النهاية، هذه المأساة ليست فقط جريمة عائلية، بل هي دعوة للتفكير بعمق في دور المجتمع في تقديم الدعم النفسي والعاطفي للأفراد. بينما تستمر التحقيقات في كشف دوافع الجاني، يبقى الألم الذي خلفته هذه الجريمة حاضرًا في نفوس جميع من عرف الضحايا.